حديقة بينجاكيتي: نموذج بانكوك الجديد للتنمية الحضرية المستدامة

تحفة أرسومسيلب وتورينسكيب في قلب المدينة

تعد حديقة بينجاكيتي، التي صممها المعماريون في أرسومسيلب وتورينسكيب، مثالاً للابتكار في مجال الهندسة المعمارية والتصميم الحضري. تقع الحديقة في منطقة كانت تضم مصنعاً للتبغ، وقد تم تحويلها إلى فضاء عام يعزز من مفاهيم الاستدامة والتعلم البيئي في البيئة الحضرية. تتميز الحديقة بتصميمها الذي يعكس الحكمة الزراعية التايلاندية ويستخدم تقنيات الري بالأخاديد لرفع جذور الأشجار وتجنب الفيضانات وتصريف المياه.

تتميز حديقة بينجاكيتي بتصميمها الفريد الذي يجمع بين التعليم والترفيه والوظائف البيئية. تهدف الحديقة إلى تعزيز الوعي العام بأهمية الاستدامة والبيئة الحضرية، وتقديم نموذج لتطوير الحدائق البيئية، والمساهمة في الحفاظ على نظام المدينة البيئي من خلال خلق ملاذ غني بالتنوع البيولوجي.

تم تحقيق هذا المشروع باستخدام تقنيات مبتكرة ومواد محلية لتقليل التكاليف والأثر البيئي. تم استخدام الخرسانة المكسرة من عمليات الهدم في الموقع كقواعد للجزر وطبقات ترشيح المياه، وإعادة استخدام البلاط الخرساني كأساسات لمواقف الدراجات ومناطق الجلوس. تم تجديد المباني السابقة للمصنع لتصبح مرافق متنوعة مع مراعاة معايير الاستدامة.

تقدم حديقة بينجاكيتي تجربة فريدة للزوار من خلال مسارات الدراجات، وممرات الطبيعة، وحدائق الشفاء، والمروج، والمظلات، والمسرح الحضري. تم تصميم الحديقة لتكون ذاتية الاستدامة وتحتاج إلى صيانة أقل، وهو ما يشرف عليه إدارة بانكوك الحضرية.

بدأ تصميم المشروع في ديسمبر 2019 واكتمل في أغسطس 2020، وبدأ البناء في نوفمبر 2020 واكتمل في أغسطس 2022 في بانكوك. تمحور البحث الأساسي للمشروع حول تنقية المياه، حيث يساعد الحديقة في تنقية المياه من 70 ملغم لكل لتر BOD إلى 5 ملغم لكل لتر BOD، مولدةً 1600 متر مكعب من المياه النظيفة يوميًا.

واجه المشروع تحديات مثل تقديم نوع جديد من الحدائق القائمة على الطبيعة بدلاً من الحدائق النشطة الموجودة في بانكوك، وحل مشاكل الفيضانات والجفاف وتلوث المياه. كما تم عرض هذه القضايا وحلولها للزوار لإظهار دور الحديقة في النظم البيئية الحضرية، وهو ما تطلب بحثًا قائمًا على الأدلة واستشارات الخبراء.

تقع حديقة بينجاكيتي في موقع مصنع تبغ مهجور في وسط بانكوك. تدمج تصميم الحديقة بين النظم البيئية الرطبة والغابات التي توفر خدمات مثل إدارة الفيضانات الحضرية، تنقية مياه القنوات الملوثة، وتوفير مواطن للنباتات والحياة البرية الأصلية. تم تصميم الممرات الخشبية والممرات العلوية التي تعبر الحديقة لغمر الزوار في الطبيعة وتشجيعهم على التفكير في كيفية تعايش الإنسان والطبيعة بانسجام. يطمح المصممون إلى أن تكون الحديقة دليلاً على إمكانية النهج القائم على الطبيعة في الاستدامة الحضرية.